صدر عن نادي الجسرة الثقافي في قطر العدد الرابع من مجلة السينمائي الفصلية المتخصصة في الفن السابع، المجلة التي يرأس تحريرها الأديب القطري ابراهيم الجيدة حملت في عددها الأخير رؤية جديدة في الشكل والمحتوى وطرحت في ملفها لهذا العدد قضية صورة العربي في السينما العالمية الصورة التي ما تزال تقدم العربي بصورة سلبية بائسة وترسخ في الذهنية الجمعية لعشاق السينما شخصية لا تستحق الاحترام في مجمل الإنتاج السينمائي العالمي.
وافتتح الجيدة العدد بالإشارة لحالة التطوير التي يقوم فيها كادر التحرير على صعيد الشكل والمضمون واختيار عدد من الكتاب المختصين في مجال السينما سعيا من نادي الجسرة للتركيز على المنتج المتخصص ثقافيا وتزويد القارئ العربي بحالة استثنائية تقدم المعرفة في جل صنوف الثقافة والفنون وتشحذ ذهن المتلقي ليبحث أكثر في فن يعتبر الأكثر تأثيرا في هذا الوقت ووسيلة من أقوى وسائل التأثير والغزو والغرس الثقافيين وتغيير القيم ومساحة حركت وتحرك الشعوب وقدمت وتقدم أبطالا يحتذى بهم سلبا وإيجابا.
بينما نوه مدير التحرير إبراهيم يوسف لعطش الساحة الثقافية العربية لمنتج ثقافي يملأ فراغا جليا في المجلات المتخصصة في مجال السينما واختيار كادر التحرير لقضية صورة العربي في السينما العالمية خصوصا في هوليوود بكونها إحدى أكثر القضايا التي تؤثر في المتلقي العربي وإسهامها في تقديم صورة مغلوطة وضحلة أسهمت قوى كثيرة في ترسيخها وبلورتها.
وقد احتوى العدد على عدد من المواضيع والدراسات والقراءات المهمة، ولج من خلالها المشاركون المختصون، إلى عوالم السينما وسحرها، أين قدم الناقد الأردني محمود الزواوي قراءة في الفيلم المتوج بالكثير من الجوائز "لا لاند"، أما الناقد والروائي المصري محمود الغيطاني فقد شارك في الملف الذي فتحته المجلة، حول "صورة العرب في السينما" وهذا من خلال موضوعه المعنون بــ" العربي ذلك القاتل البشع"، وفي نفس الملف قدم الكاتب فيصل لحمر موضوعا تحت عنوان "صوت العرب من منظار الخيالي العلمي"، أما الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم فقد شارك هو الآخر بموضوع "الصورة الإيجابية للعربي في السينما العالمية"، بالإضافة إلى مقال الكاتب هشام البستاني "هوليود معكوسة/فضيحة الاستعمار وهزيمته في "آفاتار"، أما الكاتب سيد محمود سلام فقد كتب، "داعش تفتك بكل محاولات التصحيح"، والكاتب الأردني حيدر البستنجي قدم موضوعا تحت عنوان "طوفان النمطية القاتلة دون مواجهة والحرب التي لم نخضها بعد"، وكتب رشيد حسني من تونس عن"شريط سيزان وأنا" تعشيق سحر الأدب بالفن التشكيلي"، ومحمد عبد الرحمن قدم قراءة عن الفيلم المصري الذي أثار جدلا واسعا "آخر أيام المدينة"، وهيثم رضوان تتبع خطوات وتجربة المخرج الإيراني أصغر فرهادي، ولقد عادت بنا الكاتبة والناقدة ناهد صلاح إلى عوالم التمثيل عند عمر الشريف، أما الكاتبة الفلسطينية هنادي العنيس فقد أدخلتنا لعوالم الخوف التي يصنعها هيتشكوك، وقد عنونت موضوعها بـ "الخوف، قطار الملاهي الذي نركبه لندخل عقل هيتشكوك"، وهو المخرج الكبير الذي ظهر على صورة غلاف العدد، وفي باب مهرجانات، نقل الكاتب والناقد المصري محمد هاشم عبد السلام وقائع وأجواء الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي، وفي نفس الباب كتب عبد الكريم قادري تقريرا عن الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، فيما قدم الناقد العراقي علاء المفرجي "سيرة الرؤساء في السينما، لنكولن نموذجا"، وأمينة حاج داود قدمت قراءة في كتاب "عرق الضفدع/أكيرا كوروساوا" الذي ترجمه الناقد والمخرج الفلسطيني المقيم في السويد فجر يعقوب، الصادر عن منشورات المتوسط،، أما الناقد السينمائي المصري كمال رمزي فعاد بنا هو الأخر إلى الفيلم الخالد، "سبارتكوس/ حلم العدالة الأبدي"، وليختم جمال ناجي العدد بمقال اختار له عنوان "عندما يلتقيان".
يشار أن نادي الجسرة الثقافي وعبر مسيرته العريقة ما زال يقدم عددا من المنتجات الثقافية منها مجلة الجسرة الثقافية، ومجلة التشكيلي العربي، وموقع الجسرة الثقافي الالكتروني، وألبومات صوتية توثق للشعر العربي، وإذاعة ثقافية، بالإضافة لصالونه الثقافي المعروف والذي استضاف جل عمالقة الأدب العربي قديما وحديثا.